المعاهد والجامعات في العهد العثماني | تركيا شقة الأحلام
top of page

المعاهد والجامعات في العهد العثماني

تاريخ التحديث: ١١ أبريل ٢٠٢٣


المعاهد والجامعات في العهد العثماني

كان انتشار العلم وبناء المؤسسات التعليمية بأشكالها المختلفة أهم مؤشرات قوة الحضارة الإسلامية وأهم المظاهر البنيانية التي تعكس مبادئها وثوابتها، ولم تكن الدولة العثمانية استثناء عن هذه الرحلة الطويلة من حب العلم والتعلم. لذل سنتحدث أكثر في المقال التالي عن الجامعات والمعاهد التعليمية في العهد العثماني الذي يعتبر أحد أهم فترات الحكم الإسلامي وأقواها على مر التاريخ.


مع نزول أول كلمة في القرآن الكريم (اقرأ) انتبه المسلمين لأهمية هذه الفريضة في الشريعة الاسلامية وبذلوا قصارى جهدهم من أجل تطوير مسيرة العلم عبر التاريخ لذا لم يكن من الغريب أن تكون أول جامعة في العالم من تشييد المسلمين وهي جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية.


جدول المحتوى:

نظام التعليم في العهد العثماني

على الرغم من استعمال اللغة التركية كلغة رسمية في مؤسسات الدولة إلا أن لغة العلم في عهد العثمانيين كانت هي اللغة العربية، لذا نرى أن أغلب المناهج التي كانت تدرس في المدارس والجامعات في العهد العثماني عبارة عن كتب في أصول اللغة العربية مثل كتاب الكشاف للزمخشري والكتب الدينية المكتوبة باللغة العربية مثل تفسير القرآن للقرطبي وغيرها. وكانت هذه المدارس والمعاهد هي من تزود الدولة بالموظفين الأكفاء الملمّين بمختلف أنواع العلوم والفنون واللغات.


ولعل أبرز ما يميز نظام التعليم في العهد العثماني هو التشجيع الكبير والدعم اللامتناهي من قبل السلاطين والأمراء لتطوير هذا النظام، وكانت ثمرة هذا الاهتمام الكبير افتتاح أول مدرسة تعليمية في مدينة ازميت عام 1327 والتي شكلت بداية النظام التعليمي الحديث والذي يقدم العلوم والفنون المتنوعة للطلاب بمستوى عالي من الكفاءة والتخصص.


المدارس في العهد العثماني

خلال العهد العثماني الذي استمر لأكثر من 600 عام (1299-1922)، كانت المدارس تلعب دوراً مهماً في نظام التعليم والتربية. توجد مجموعة متنوعة من المدارس في العهد العثماني، بما في ذلك:

  1. المكتتبات العثمانية: كانت المكتتبات تُعتبر مصدراً هاماً للمعرفة في العهد العثماني. وقد أُنشِئت مكتبات عثمانية عديدة في مختلف المناطق التابعة للإمبراطورية، وتضمنت مجموعات من الكتب في مختلف المجالات مثل الدين والتاريخ والعلوم والفلسفة والأدب.

  2. المدارس الدينية: كانت المدارس الدينية تُعتبر مصدراً هاماً للتعليم في العهد العثماني، حيث كان يُعلَّم فيها القرآن الكريم والفقه الإسلامي واللغة العربية. وكانت تتبع هذه المدارس مناهج تعليمية تقليدية تركز على العلوم الدينية والشرعية.

  3. المدارس الثانوية (الكوليجات): كانت تعد هذه المدارس مرحلة تعليمية تأتي بعد المدارس الدينية، وتُركز على تعليم العلوم والفلسفة والأدب والتاريخ والجغرافيا. كانت تُعد هذه المدارس متاحة فقط للطبقات الاجتماعية الراقية والطبقات الحاكمة.

  4. المدارس الإمبراطورية: كانت تُنشئ المدارس الإمبراطورية في العاصمة العثمانية القسطنطينية (إسطنبول) وتُعلَّم فيها اللغة العربية والفارسية والتركية العثمانية والعلوم الدينية والشرعية والعلوم الحديثة مثل الطب والهندسة والرياضيات والفلك.

  5. المدارس العسكرية: كانت المدارس العسكرية تُعنى بتدريب الشباب على المهارات العسكرية وتأهيلهم للخدمة في الجيش العثماني. وكان يُعلَّم فيها الاستراتيجية العسكرية وفنون الحرب والاستخدامات العسكرية للأسلحة والمعدات.

  6. المدارس الابتدائية: كانت تُعد هذه المدارس المرحلة الأولى من التعليم وكانت تُركز على تعليم القراءة والكتابة والحساب واللغة العربية والدين الإسلامي.

  7. المدارس الخاصة: كانت هناك بعض المدارس الخاصة التي كانت تُقدم تعليماً بعيداً عن النظام التعليمي الرسمي، وكانت تُركز على تعليم اللغات الأجنبية.

الجامعات والمعاهد في العهد العثماني

في العهد العثماني، لم تكن الجامعات كما نعرفها اليوم موجودة ككيانات مؤسسية مستقلة، ولكن كان هناك بعض المعاهد والمراكز التعليمية التي تُعد نوعًا من التعليم العالي. وكانت هذه المعاهد تُقدم تعليمًا في مجالات معينة وتخصصات محددة، وعادةً كانت تكون متاحة للطبقات الاجتماعية الراقية والطبقات الحاكمة.

  • جامعة اسطنبول: هي أول جامعة تم إنشاؤها في العهد العثماني، وهذه الجامعة لازالت موجودة إلى اليوم كأعرق الجامعات التركية وأقواها. وقد تأسست هذه الجامعة على يد السلطان محمد الفاتح في نفس العام الذي فتح فيه القسطنطينية 1453، وكانت تدرس فيها العلوم الدينية من فقه ولغة أدب بالإضافة إلى العلوم الطبيعية مثل الرياضيات وعلوم الفلك والطب وغيرها.

جامعة اسطنبول في العهد العثماني

  • كلية السليمانية: أسسها السلطان سليمان القانوني عام 1550، وكلية ياووز سليم، وكلية النور العثمانية التي شكلت مجمع تعليمي متكامل يتكون من مدرسة وجامع ومطعم خيري للفقراء، ومكتبة وسبيل ماء ومجموعة من الدكاكين.


  • تم تأسيس أول جامعة متخصصة بعلوم الطب في أواخر القرن الرابع عشر في مدينة بورصة، عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الوقت، تبعها تأسيس مجمع طبي في القرن الخامس عشر ليتيح للطلاب فرصة التطبيق العملي للعلوم النظرية ضمن نظام تعليمي متقدم وأدوات تعلم احترافية.

المعاهد والجامعات في العهد العثماني

  • المدرسة العالية (المدرسة العلمية): والتي كانت تُعد مركزًا للتعليم العالي في العلوم الإسلامية والعربية. وكانت تُقدم دروسًا في الشريعة الإسلامية والفقه والتفسير واللغة العربية والتاريخ الإسلامي. وكانت تُعتبر واحدة من أعرق المعاهد في العالم الإسلامي في ذلك الوقت.

المعاهد والجامعات في العهد العثماني -1

والاهتمام بالتعليم في العهد العثماني لم يقتصر على تشييد الأبنية فقط ولكنه تجلى أيضا في روح شغوفة ومحبة للعلم والعلماء منتشرة في جميع المناطق الواقعة تحت الحكم العثماني ونستطيع ملاحظة هذه الحقيقة التاريخية من خلال مظاهر احترام السلاطين العثمانيين للعلماء وتقديم المساعدة لهم، وأيضا انتشار المكتبات العامة وتشجيع الناس على تملك أدوات المعرفة الحقيقية من قراءة وكتابة وبحث وغيرها.


ومع هذا التاريخ الطويل والمشرف من الاحتفاء بالعلم والمؤسسات التعليمية فليس من المستغرب أن نشهد اليوم في تركيا وجود أكثر من 145 جامعة ومعهد تعليمى موزعين على المحافظات والمدن التركية المختلفة، وتحظى بعض هذه المؤسسات على تصنيفات عالمية تؤهلها للمنافسة وتقديم مستوى تعليمي عالي ومتميز لطلابها.


المعاهد والجامعات في العهد العثماني (فيديو)


أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page