تطور التعليم في تركيا لم يكن مصادفة بل هو مشوار طويل ومتواصل من الاهتمام بالعلم والتعلم غُرست بذوره منذ العهد العثماني والذي ظهر من خلال إنشاء المؤسسات التعليمية المختلفة وتقدير العلماء والمتعلمين في جميع مناطق الدولة العثمانية وقد سارت تركيا الحديثة على نفس النهج حيث اهتمت بشكل خاص في التعليم وإنشاء المدارس والجامعات وتطوير المناهج التعليمية لمستوى ينافس المناهج في الدول الأوروبية، لذلك لم يكن مستغربا هذه السمعة العريقة لجامعات تركيا وهذا الإقبال الكبير من قبل الطلاب الأجانب حول العالم للدراسة فيها.
نبذة عن مسار التعليم في الدولة التركية الحديثة
يعتبر التعليم في تركيا إلزامي من سن ستة سنوات وحتى أربعة عشر عام وهذا ما يفسر معدل المشاركة الكبير في التعليم الابتدائي والذي يزيد عن 98% ، ويتميز التعليم الحكومي في تركيا بأنه مجاني لجميع المواطنين حتى التعليم العالي فإن رسومه رمزية بالمقارنة بالجامعات والمعاهد في الدول الأخرى.
وتنقسم مراحل نظام التعليم في تركيا إلى التعليم ما قبل المدرسي، التعليم الابتدائي، التعليم الثانوي بجميع أشكاله الأكاديمي والمهني ومن ثم التعليم العالي.
وفي تركيا تلحظ وجود كبير للمدارس والجامعات الخاصة والتي تقدم مستوى تعليمي عالي وتلبي احتياجات فئات مختلفة من المواطنين والأجانب على حد سواء عبر إدراج مناهج إضافية مثل اللغات الانجليزية والعربية وغيرها.
الجامعات التركية والترتيب العالمي
يعتبر التعليم العالي أمرا أساسيا في تركيا اليوم، حيث أنه إلى جانب قطاع السياحة والاقتصاد والصناعة يعتبر من أهم القطاعات التي تتميز فيها الجمهورية التركية.
وتضم تركيا اليوم أكثر من 200 جامعة متعددة الكليات عدا عن المعاهد والكليات المتخصصة ويصل عدد الطلاب فيها إلى أكثر من 8 مليون طالب، وفي عام 2019 دخلت 82 جامعة تركية قائمة أفضل جامعات العالم وذلك حسب الأداء الأكاديمي لهذه الجامعات.
وتجلى اهتمام الحكومة التركية بالتعليم العالي من خلال رفع ميزانية التعليم لتصل لحوالي 31 مليار دولار أمريكي، ودعم مراكز البحث العلمي، وتحسين البنية التحتية للمؤسسات والكوادر التعليمية، وتقديم المنح والمساعدات المالية وبرامج التبادل الطلابي وهذا الأمر جذب الكثير من الطلاب الدوليين من الدول العربية والإفريقية وحتى الأوروبية وأمريكا للدراسة في تركيا نظرا للمستوى الدراسي العالي والتكلفة البسيطة نسبيا، وقد جاءت تركيا في المستوى الخامس عالميا من ناحية استضافة الطلاب الدوليين نتيجة هذه السياسات التشجيعية.
ومن أبرز المنح التركية المتاحة للطلبة الأجانب والتي تلقى إقبالا متزايدا : منحة الحكومة التركية، منح مجلس التعليم العالي، منح وقف الديانة التركية. وتتميز هذه المنح بأنها لا توفر تعليما مجانيا فقط للطلاب وإنما تتكفل بكافة تكاليف الدراسة بدءا من تذكرة الطيران قدوما إلى تركيا وحتى التأمينات الصحية والمصاريف الشهرية.
وظهرت نتيجة المناهج الحديثة ووسائل التعليم المتقدمة المستخدمة في الجامعات التركية على شكل نتاج علمي عالمي عبر دراسات بحثية و مقالات علمية صدرت من الجامعات التركية والتي من أهمها جامعة حجي تبه وهي جامعة حكومية عريقة في مدينة أنقرة.
وهذا ما أهّل الجامعات التركية لتدخل في مصاف أفضل الجامعات عالميا، ويأتي في التصنيف العالمي لأفضل الجامعات جامعة حجي تبي بعدها جامعة اسطنبول، ثم جامعة اسطنبول التقنية، جامعة الشرق الأوسط التقنية، جامعة أنقرة، جامعة إيجه، جامعة غازي و جامعة بيلكنت.
وفي الفترة الأخيرة لا زال دعم قطاع التعليم مستمرا حيث وزعت الحكومة التركية مليوني جهاز لوحي على الطلاب خلال جائحة كورونا التي نمر بها، بالإضافة إلى تطوير تقنيات التعليم عن بعد والدعم المستمر للطلبة والمعلمين في هذا الوقت الصعب.