ثقافة الزهور في تركيا | الثقافة التركية | تركيا شقة الاحلام
top of page

ثقافة الزهور في تركيا

تاريخ التحديث: ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢



إذا كنت في زيارة لتركيا أو تنوي أن تستقر فيها ستلاحظ الاهتمام الكبير من قبل الأتراك بالزهور، سوف تشاهد الزهور المزروعة بكثرة في الحدائق العامة والخاصة وحتى على الشرفات الصغيرة. ستجد محلات لبيع الزهور في كل مكان وباعة متجولون يحملون معهم أنواع وأشكال من الورود والزهور المختلفة.


والمدهش أكثر هو الإقبال الكبير من قبل الأتراك على شراء الزهور في أغلب المناسبات وحبهم لإهداء الزهور والاحتفاظ فيها، فما هي قصة ثقافة الزهور المنتشرة عند الاتراك؟


ثقافة الزهور ليست جديدة عند الأتراك فلها أصل تاريخي واضح بشكل كبير من العهد العثماني، فالسلاطين العثمانيين اهتموا بالزهور بشكل خاص بدءا من السلطان محمد الفاتح الذي عُرضت له لوحة فنية تظهره وهو يحمل الورد في يده بدلا من السيف في فتح القسطنطينية وكانت هذه اللوحة بداية لاهتمام خاص من قبل الشعب التركي بالزهور.


ومرورا بالسلطان أحمد الثالث الذي كان مشهور بحبه الكبير للورد بأنواعه المختلفة مثل الياسمين والقرنفل والزنبق حتى تم تسمية فترة حكمه بأنها عهد الزنبق لانتشار زراعة هذا النوع من الزهور في تركيا وتصديره لأوروبا.


وإذا تجولنا في القصور العثمانية القديمة سنلاحظ حدائق القصر الواسعة المزروعة بالزهور بأنواعها المختلفة ومثال على ذلك قصر توب كابي الذي يزوره السياح ليستمتعوا بمشهد الألوان الزاهية للورود في الباحات والحدائق التابعة له.

وكانت فترة الحكم العثماني المستقرة و المزدهرة تسمى بأسماء زهور مثل الفترة ما بين 1718 و 1730 والتي سميت بعهد التوليب نسبة لزهرة العثمانيين المميزة زهرة التوليب والتي يُعتقد أنها الزهرة التي أحضرتها القبائل التركية من بلادهم الأصلية في مناطق آسيا الوسطى وزرعوها في منطقة الأناضول.


فقد شهدت هذه الزهرة المراحل التاريخية للدولة العثمانية من البداية ولذا نجد أن لها مكانة خاصة عند الشعب التركي، حيث يتم تنظيم مهرجان خاص بهذه الزهرة في كل عام في شهر إبريل،بالإضافة لتمثيلها لشعار مدينة اسطنبول التركية. وانتشرت هذه الزهرة من تركيا لأوروبا عندما أهدى السلطان سليمان القانوني هذه الزهرة الجميلة لملك هولندا في القرن السادس عشر ومن شدة اعجاب الملك بها قرر زراعتها في هولندا.

وعبر الأوروبيون من اندهاشهم من شدة اهتمام الأتراك بالورد بعدة أشكال أبرزها أن أحد السياسيين الفرنسيين عندما زار اسطنبول عام 1573 قال" يحب الأتراك الزهور كثيرا لدرجة تصل أن تنفق سيدة كل اموالها من أجل شراء وردة لتزين بها شعرها".

وهذا الموروث العثماني كان ولا زال يحمل معنى كبير لدى الاتراك لدرجة ربط كل نوع أو لون للزهور بمعنى خاص ، ومن معاني الزهور المشهورة اللون الأصفر والذي كان يدلل على وجود شخص مريض أو متعب في البيت ويعطي اشارة للمارين بأن يُخفضوا بالقرب من المنزل.


ومن الحقائق التاريخية التي تثبت اهتمام الأتراك بالزهور أن ماء الورد تم انتاجه لأول مرة في منطقة الأناضول في مدينة نصيبين القريبة من ماردين حسب صحيفة ديلي صباح التركية. وماء الورد متعدد الاستخدامات ويدخل في صناعة العطور ومستحضرات التجميل وغيرها. وأيضا كان للعثمانيين السبق في استخدام الورود كأداة للعلاج، خاصة في مشفى الأمراض النفسية التي أنشئت في العهد العثماني حيث انهم استخدموا العطور والزهور لتخفيف الاكتئاب والتوتر وتحسين المزاج وتهدئة الأعصاب.

ويتم زراعة الورود في مناطق ومدن مختلفة من تركيا ويساعد على ذلك المناخ المعتدل والتضاريس المتنوعة لكن من أهم المناطق التي يتم زراعة الورود فيها بشكل كبير هي مدينة اسبرطة التي تعتبر جنة الزهور في العالم لأنها تنتج تقريبا 65% من زيت الورد العالمي والذي يتم تصدير أغلبه للخارج ليستخدم في صناعة العطور.



ثقافة الزهور في تركيا (فيديو)



أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page