بُنيّ قصر دولمة بهشة Dolmabahçe في مُنتصف القرن التاسع عشر بمدينة إسطنبول التركية على ضفاف مضيق البوسفور وتحديداً في منطقة كباتاش، ليكون بديلاً عن قصر التوب كابي في منطقة الفاتح التاريخية.
شُيّد القصر على طراز عالي من قبل معماري كبير في البلاط العثماني بين عامي 1843 و1856 ميلادية بأمر من السلطان العُثماني عبد المجيد الأول وهو السلطان الحادي والثلاثين في الدولة العُثمانية.
يُعتبر قصر دولمة بهشة آخر القصور التي بُنيت في العهد العُثماني حيث أقام فيه 6 سلاطين.
ويحوز القصر على أهمية كبيرة في قلوب الأتراك لكونه اتخذ كمقر للحكم في عهد المؤسس والرئيس الأول للجمهورية التركية الحديثة "مُصطفى كمال أتاتورك" حتى توفي فيه فيه 10 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1934 ميلادية.
يستخدم قصر دولمة بهشة اليوم كمعلم سياحي بارز ومزار تاريخي.
أقسام ومحتويات قصر دولمة بهشة:
يتالف القصر من 285 غُرفة و43 حماماً و6 حمامات تركية، ويتميز بـ "الثريا الكريستالية" التي يصل وزنها إلى 4000 كيلو غرام وتقع في قاعة القصر الرئيسية على ارتفاع 26 متراً.
بالإضافة إلى 3 أجزاء رئيسية وهي:
-قاعة المدخل.
-قاعة الكريستال.
-قاعة أتاتورك.
عند نشأة القصر كان يضم خليجاً ضحلاً يرسو فيه الأسطول العُثماني، وبعد القرن السابع عشر تحول الشاطئ إلى حديثة جميلة مع عدة قصور تُسمى مجمع قصور بشكتاش حيث كانت مكاناً يستريح فيه السلطان ويستمتع بالمناظر الطبيعية.
كما يضم القصر أقساماً أخرى مثل: "المطابخ الملكية، غُرف التاج، الثكنات، الإسطبلات، الصيدليات، مطاحن الدقيق، مزارع الدواجن، إنتاج الزجاج المُسبك، النباتات المنزلية، البيوت الزجاجية، ورشات السجاد، برج الساعة".
المكاتب في قصر دولمة بهشة:
يوفر القصر شققاً للاستخدام المكتبي وهي من بين أهم أجزاء قصر دولمة بهشة من حيث الوظيفة والروعة، يوجد فيها بهو كبير ودرج كريستالي وقد تم استخدام عناصر زخرفية مُهمة لبناء هذا القسم حيث تشمل الأجزاء البارزة الأخرى من المكتب في قصر دولمة بهشة في إسطنبول عدداً من القاعات المُزينة بسجاد في الطابق العلوي وثريات كريستالية ومدافئ وحمام ملكي جميل.
قاعة الاحتفالات في قصر دولمة بهشة:
تزيد مساحتها عن 2000 متر مربع وخي واحدة من أكبر القاعات في القصر، ويبلغ ارتفاع السقف فيها حوالي 36 متراً، وزين البهو في الصالة بسجادة كبيرة وثريا بلورية تزن حوالي 4.5 طن كهدية من الملكة فيكتوريا.
القاعة الرئيسية في قصر دولمة بهشة:
تقع في مقدمة القصر تواجه البحر وهي مخصصة للمسؤولين العُثمانيين ووزير الداخلية والوزراء الأخرين، وكان على الضيوف الذين يأتون لزيارة القصر الانتظار في الردهة حتى يقوم مسؤولو القصر بإرشادهم في الوقت المُحدد.
تضم القاعة الرئيسية في القصر "الثًريا الإنجليزية" المُعلقة في مُنتصف الغرفة وتنقسم إلى 60 فرعاً، واستخدم في القاعة سجاد من النسيج الأحمر الملكي.
الغُرف المكتبية في قصر دولمة بهشة:
يحتوي القصر أيضاً على الغرفة المُبلطة على الجدار الأيسر للردهة، وتوجد مجموعة كبيرة من اللوحات لأشخاص مشهورين مازالوا في القصر كتذكار.
وعلى الجدار الأيمن توجد لوحة من توقيع الفنان "رودلف إرنست" تصور نار مسرح مدينة باريس، ولوحة أخرى لفناة ريفية هولندية مُثبتة على الحائط، وتضم الغرفة المُزينة بأثاث على الطراز الفرنسي مزهريات خزفية قيّمة.
غُرفة أتاتورك:
عاش الرئيس التركي الأول "مُصطفى كمال باشا" آخر أيامه في قصر دولمة بهشة وتوفي يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1938 في تمام الساعة 09:05 صباحاً وبعد وفاته تم تحديد جميع ساعات القصر عند الساعة 09:05.
