حضيت مساجد تركيا بشهرة عالمية كبيرة لأنها بنيت بحب و شغف كبيرين، مما جعلها تلقب "ببلد المساجد"
ومن غرائب هذه المساجد وخاصة الأثرية منها والعريقة هو وجود بيض النعام، أي من أيام السلطنة العثمانية والمعماري سنان الذي إبتكر ما يناسب إبداعه في بناء المساجد ورعى الاتصال بالسماء و فلسفة الضوء والظل و ترددات الصوت و غيرها.
قصة بيضة النعامة
إن بيضة النعام لها قصة مع المساجد، فالمعماري سنان يقال عنه أنه اكتشفها صدفة وهو جالس يراقب بعض الأمور فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على دقته في ملاحظة الأشياء و هذا ما جعله نابغة زمانه،
و بتصاميم معقدة تتيح للضوء الطبيعي للدخول منها واليوم يتم بالاستعانة بالمصابيح الموجودة في الثريات المتدلية من السقف للمساعدة على الإنارة، فقد كانت الإنارة قديما بزيت يخرج منه دخان وحتى هذا الأخير يستغل في أمور أخرى.
لم ينس المعماري سنان إضاءة القسم الداخلي من الجامع بالمصابيح الزيتية، فابتكر طريقة ذكية لعدم تلوث المسجد بدخان المصابيح، و لتجنب تجمع شباك العنكبوت والنمل والحشرات إستخدم مئات بيض النعام في جميع أنحاء المسجد .
اكتشف المهندس سنان أن بيض النعام له رائحة لا يستطيع الإنسان شمها، ولكن العناكب والحشرات يمكنها شم هذه الرائحة مما يؤدي إلى تحريكها بعيدا، والحشرات حين تجد الدفء تأتي وتتجمع حول الضوء وبهذا تكثر وتضايق المصلون مما تخلق مشكلة كبيرة.
وقد قيل أن صفار بيض النعام كان يستخدم في الخرسانة، وهذا غير متأكد منه، وكذلك في إبعاد الحشرات الأخرى كالزواحف و النمل.
وبالرغم من حداثة الأجهزة في المساجد في وقتنا الحالي إلا أن بيض النعام لحد الآن يحافظ عليه الأتراك، ولا يزال موجوداً في مسجد السلطان محمد الفاتح الموجود في منطقة الفاتح بإسطنبول.
وأغلب بيض النعام الموجود بكثرة في المساجد حقيقي، منه ماهو مزخرف ومنه ماهو صناعي،
ونظراً لقيمته الثمينة هناك من سرقه و باعه كآثار، وأصبح يعرض حاليا في المتاحف وله جمعيات خاصة تعمل من أجل حمايته.
إن بيض النعام كقيمة أثرية مازال موجود في المساجد، حيث تقيم الدولة التركية معرض سنوياً يعرض فيه جميع أنواع البيض، ويعتبر سادس معرض على مستوى العالم.
فعلا إن موضوع إبعاد الحشرات عن طريق بيض النعام شيء جميل و فكرة ذكية أبدع فيها المهندس المعماري سنان .
ما السر وراء بيض النعام الموجود في مساجد تركيا؟ (فيديو)