تتميز تركيا بين بقية دول العالم الإسلامي بإتقان مؤذنيها لعلم المقامات وعذوبة أصواتهم، حيث يُرفع الأذان هناك لكل صلاة بمقام مختلف، ويستخدم مؤذن الجامع الآذان باستخدام المقامات الموسيقية مذهبًا عثمانياً خالصاً، فهو نداء ورسالة، إذ يعيره الأتراك أهمية عظمى، وعلى من يؤذّن أن يكون مؤهّلاً لذلك، ويتمتع بمزايا لا يمتلكها الأشخاص العاديون، وللآذان مقامات محددة تصدح بها مآذن تركيا، أذان الفجر يرفع بمقام الصبا، والظهر على مقام الرست، والعصر على مقام الحجاز، والمغرب على مقام السيكا، وأخيرًا العشاء وفقاً لمقام البياتي
أذان الفجر على مقام الصبا
يمتاز مقام الصبا بالروحانية الجياشة والعاطفة، والهدوء والخشوع، وتقرأ فيه جملة “الصلاة خير من النوم، ودائما ما يترك انطباعا لدى السامع بالحزن والرغبة في البكاء، وهو أفضل مقام صوتي يستطيع القارئ أن يعبر من خلاله عن تفاعله مع الآيات عن طريق استخدام الجواب والقرار، وقيل أيضا أنه مقام شرقي يلامس القلب والجوارح.
أذان الظهر على مقام الرست
يعد مقام الرست عند البعض المقام الرئيسي في الموسيقى الشرقية لذلك يطلقون عليه أحيانا تسمية (سيد المقامات) نظراً لأنه أكثر المقامات الموسيقية وضوحاً، إنه مقام يبعث الانبساط والسعادة، فكلمة الرست تعني المستقيم الحقيقي، ويعتبر أكثرها وضوحا في الشخصية، والمعبر عنها، ويعتبر من المقامات المفضلة لتلاوة الآذان لما فيه من وقار وجدية.
آذان العصر على مقام الحجاز
هو واحد من أعرق المقامات الشرقية، وتعود أصوله التاريخية إلى أرض الحجاز، يُستعمل في أغلب الدول العربية ويعتبره البعض المقام الرئيسي في الموسيقى الشرقية، وهو من المقامات المفضلة لتلاوة الآذان لما فيه من وقار، وجدية، وعند الاستماع إلى نغماته نلحظ غزارة الشعور، وكأنه مقام مملوء بالأسى والشفقة.
آذان المغرب على مقام السيكا
هو من أقدم المقامات وهو يدل على الفرح والإجلال ويمتاز بالبطء والترسل وفيه شيء من اللطافة، ويدل على المحبة، والبشارة، المغفرة، فيرفع على مقام السيكا المتوافق في سرعته وقصره مع طبيعة وقت المغرب السريع والقصير، ويرمز للمحبة.
آذان العشاء على مقام البيات
يوصف بالسهل الممتنع, فهو هادئ كالبحر العميق، وتظهر فيه لمحات الخشوع والرهبانية، وقد قيل أن هدوء نغمته يتوافق مع الليل وسكونه كما أنه يساعد الناس في التخفيف عن تعبها وإرهاقها طوال اليوم، وهو أوسع المقامات انتشاراً، كما أنه متقلب المزاج، فهو يكون هادئاً وذو شجون وإيقاعه بطيء، ويحمل إحساس النداء والانتظار واللهفة.
آذان النهاوند
يتميز مقام النهاوند بطابعه الموسيقي الخاص والشجي، حيث يُستعمل يوم الخميس ليدل على البهجة والسرور واقتراب يوم الجمعة.
فعلاً من يسمع مقامات الآذان في تركيا يشعر أنه جزء من هويتها، حيث تكشف دهشة السياح الأجانب عن إعجابهم الشديد وهم يسمعون صوت الأذان ينطلق من جوامع تركيا، ويعتبرونه فناً جميلاً يعبر عن الثقافة الإسلامية، بصوت جميل و بمزايا لا يمتلكها الأشخاص العاديون.
رفع الآذان في تركيا بمقاماته الرائعة عالم خاص كان ومازال قصة فريدة بين شعوب العالم.