كيف استطاعت الشركات التكنولوجية التركية غزو الأسواق الأوروبية؟
top of page

كيف استطاعت الشركات التكنولوجية التركية غزو الأسواق الأوروبية؟

تاريخ التحديث: ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢


وادي السيلكون في الولايات المُتحدة الأمريكية هو واحد من أكثر الأماكن حيوية في عالم التجارة الإلكترونية ولكن أكثر الأفكار جاذبية في هذا المجال لم تخرج منه بل خرجت من إسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا، حيث ضخ المُستثمرين مليارات الدولارات في شركات ناشئة تعمل في مجال توصيل مُنتجات البقالة خلال 10 دقائق فقط، وأحد الرائدين في هذا المجال شركة "Getir" التركية التي وصلت قيمتها السوقية اليوم إلى 7.5 مليارات دولار.


وبالعودة للعام 2018 لم يكن أياً من الممولين ذوي رأس المال المُخاطر يجيب على أي مكالمة قادمة من شركة تركية ناشئة وفقاً لتصريح الشريك المؤسس لشركة Getir"ناظم سالور" الذي أكيد على أن التمويل المُناسب لم يكن مُتاحاً وهو ما قاده إلى تأجيل طموحه بإطلاق "Getir" خارج تركيا طيلة 3 سنوات.


مًضيفاً أنه أراد أن يدخل بقول ويفوز في الأسواق الأمر الذي كان يحتاج إلى موارد بشرية ومالية، ويُعدّ التحويل الجذري في ثروة "Getir" خلال العام الماضي جزءً كبيراً من التقدم الكبير الذي طال صناعة التكنولوجيا في تركيا.


شركات تركية تكنولوجية غزت السوق الأوروبية

وخلال الصيف الماضي كانت شركات تركية مثل "تريندول Trendyol" و "هيبسي بوردا Hepsiburda" ومطور الألعاب "بيك غيميز Peak Games" و"دريم غيميز Dream Games" يشهدون ارتفاعاً لقيمتهم السوقية التي تخطت الواحدة منهم مليار دولار وهو الحاجز العالمي الذي عنده تعتبر الشركات الناشئة ناجحة.


أضحت التجارة الإلكترونية اليوم أمام نقطة تحول وانعطاف كبيرة وفقاً لما يرى مؤسس Hepsiburda "خان زاده دوغان" والتي باتت قيمتها السوقية اليوم عند 4.4 مليارات دولار بعدما دخلت بورصة نازداك الشهر الماضي، وارتفعت تقديرات نسبة دخول التجارة الرقمية في تركيا من 3.5% إلى 10% اليوم ويرجع السبب في هذا بالأساس إلى تأثير وباء كورونا الذي أعطى انتعاشة للتجارة الإلكترونية حول العالم.


وباء كورونا كان سبباً لتطور الشركات التكنولوجية في تركيا والعالم

بدورها تقول مدير شركة جنرال أتلانتيك التي قادت تمويل شركة Trendyol ميليس كاهيا آقا: "إن كوفيد-19 أتاح خطوة نحو التغيير، إن جميع المُعطيات اليوم دفعة الشركة التركية لبدء التفكير في السوق العالمية بشكلٍ أكبر".


ويشكل نجاح إسطنبول في الوصول إلى هذه المرحلة نقطة مُهمة على خارطة الاستثمار في أوروبا بجانب "لندن، باريس، برلين" وهذا النجاح لم يكن وليد اليوم بل جاء نتيجة سنوات عديدة من العمل.


بدأت Trendyol في العام 2010 كمنصة لبيع الملابس فقط

يقول "هندريك برانديس" وهو مُستثمر تكنولوجي في إسطنبول إن نشاطه قد بدأ قبل عشر سنوات حينها كان واضحاً أن شيئاً ما كان ينمو ويعلو نحو السطح، فمثلاً بدأت Trendyol التي تُقيّم اليوم بـ 16.5 مليار دولار كمنصة رقمية لبيع ملابس لعلامات تجارية عالمية في العام 2010 قبل أن تتوسع لمجالات توصيل الوجبات وتُطلق محفظتها الرقمية.


أما شركة Hepsiburda التي يراها الكثيرون بأنها المُقابل التركي لشركة أمازون التي تأسست في العام 2000 فقد ظلت حتى وقتٍ قريب ممولة ذاتياً، وفي المقابل كان نجاح شركة الألعاب Peak Games بالخصوص قد غيّر كل شيء في بيئة الشركات التركية الناشئة حسب تصريحات "آكين بابايغيبت" الذي عمل في الشركة وبات الآن شريكاً مؤسساً في شركة ألعاب لندنية تُدعى Tripledot Studios


الألعاب التركية الإلكترونية يلعبها الملايين حول العالم

الألعاب التي أنتجها الشركة في تركيا باتت تُلعب من قبل الملايين في العالم وبل ذلك كانت الشركات التركية الناشئة محصورة في السوق المحلي الذي كان بالنسبة إليهم كبيراً بما يكفي ويغنيهم عن الحاجة للتوسع دولياً.


وعن مُستقبل شركات التكنولوجيا التركية يقول مؤسس Getir إنه فوجئ من كون إسطنبول لم تنجح نجاحات تكنولوجية بالقدر الكبير خصوصاً أنها مدينة عالمية حقيقية ومرجعاً للكثير من المؤسسين الذين يبيعون شركاتهم مُبكراً لشركات التكنولوجيا العملاقة.


وتابع أن الشركات العظيمة تُبنى بعد 10 سنوات من انطلاقتها، والسنوات العشر الأولى تعتبر بمثابة تعليم المدرسة الابتدائية وعلى المؤسسين أن يضعوا خططاً تمتد لعشرين عاماً.


٦ مشاهدات٠ تعليق
bottom of page