أعادت تجربة الباص السريع في عمان قبيل أمس الثلاثاء 27 تموز/يوليو الجاري للأذهان إطلاق وسيلة النقل الأشهر في إسطنبول "الميتروبوس" قبل 14 عاماً وتحديداً في العام 2007 مع اختلاف كلي في النتائج والمُعطيات.
الباص السريع في عمّان 2021:
شهدت الأردن تجربة إطلاق "الباص السريع" في العاصمة عمّان بعد أن بدأت الفكرة والعمل بها قبل 11 عاماً، ولكنها أثارت الكثير من القلق والسخرية والانتقادات وربما يعود ذلك لكونها تجربة جديدة في عموم الوطن العربي وما زالت بحاجة للمزيد من الوقت حتى تحقق هدفها.
وتعتبر عمّان الدولة الثانية في الشرق الأوسط التي تسعى لتطبيق نظام "الباص السريع" لمواجهة أزمة المرور الخانقة التي تشهدها المدينة منذ أعوام.
وتتلخص فكرة الباص السريع في الدمج بين الباص والمترو من خلال تخصيص مسارات مُحددة للحافلات تسير فيها وتقطع الطرق الرئيسية إلى وجهتها دون الاضطرار للالتزام بالمسارات العامة.
وقد واجه الباص السريع في الأردن بعض الصعوبات في اليوم الأول من إطلاقه بسبب عدم استيعاب بعض المواطنين لطريقة عمل.
وأثناء سير الباص اعترض طريقه بعص السيارات العامة بينما لحقت به سيارات أخرى وكأنه سيارة اسعاف!، ما أدى لزحمة خانقة وفوضى عارمة في المدينة أدت لتوقف الباص السريع عدة مرات وتأخر رحلته الأولى فضلاً عن دهس أحد المواطنين.
وهذا الأمر دفع مديرية الأمن العام في عمّان إلى إعلان خطة مرورية خاصة للتوعية بمسار الباص ومنع التعدي عليه وتوزيع إعلانات لتوعية المواطنين بالطريقة الأمثل للتعامل معه، وجاء في بيان المديرية المذكورة "نشامى سير العاصمة ينتشرون في ربوع عمّان للتسهيل على المواطنين والحفاظ على انسيابية المرور، خطة مرورية خاصة لتوعية بمسار الباص ومنع التعدي عليه".
الميتروبوس في إسطنبول 2007:
يُمثل الميتربوس في إسطنبول الشريان الطرقي اليومي لسكان وأهالي مدينة إسطنبول الذين يتجاوز عددهم 15 مليون نسمة، ويربط الميتروبوس صاحب الـ 14 عاماً بين شطري مدينة إسطنبول الأوروبية والأسيوية الذي يسيّر رحلاته يومياً عبر عشرات الحافلات التي تجوب ذهاباً وإياباً على مدار الساعة ضمن مواقف مُحددة تبدأ من منطقة بيليك دوزو في إسطنبول الأوروبية وتصل إلى منطقة كادي كوي في الشطر الأسيوي لإسطنبول مروراً بأكثر من 40 محطة.
ما الفرق بين الباص السريع في عمّان والميتروبوس في إسطنبول؟
إن الفارق بين الباص السريع في عمّان والميتروبوس في إسطنبول يتمثل بالطريق المخصص لمرور كلٍ منهما، حيث اعتمدت بلدية إسطنبول الكبرى ومنذ افتتاح الميتروبوس في العام 2007 سواتر فاصلة تتوسط طريق E-5 السريع تمنع دخول المركبات وحتى الأشخاص الراغبين بقطع الشارع، ولا يمكن للمشاة الانتقال بين طرفي الشارع دون الصعود على الجسر المخصص لهم والانتقال إلى الطرف الآخر أو النزول في إحدى محطات الميتروبوس والتنقل عبره لأماكن أخرى في المدينة.
بطاقة المواصلات في إسطنبول:
يستطيع سكان وأهالي مدينة إسطنبول ركوب الميتروبوس وجميع وسائل المواصلات الأخرى مثل "مرمراي، مترو الأنفاق، الترام، الهواراي، القطار السريع"، من خلال استخدام بطاقة مواصلات إسطنبول باختلاف أنواعها وهي متوفرة وتمنح للجميع من مواطنين ومقيمين وسياح دون شروط وحددت قيمتها بـ 10 ليرات تركية ويستطيع المُستخدم تعبئتها من الأجهزة المخصصة لذلك بقيمة تبدأ من 5 ليرات وهذه الأجهزة متوفرة في كافة محطات الميتروبوس الممتدة على طول خطه الذي يتجاوز 50 كم.
وبسبب وباء كورونا فرضت السلطات المتمثلة بوزارة الداخلية ووزارة الصحة ربط بطاقة إسطنبول برمز HES Kodu الذي يعني توفره لدى المُستخدم أنه غير مُصاب بفيروس كورونا ويمكنه استخدام وسائل النقل العامة في مدينة إسطنبول.
ما هي أسباب نجاح ميتروبوس إسطنبول بعد 14 عاماً؟
يعتبر التنظيم هو السمة التي يُعرف بها ميتروبوس إسطنبول والسبب الرئيسي من أسباب نجاحه والاشراف التام عليه من قبل بلدية إسطنبول الكبرى مع توفير كاميرات مراقبة ضمن الحافلات وفي محطات التنقل بهدف مراقبة أي خلل يحدث أثناء رحلاته ومعالجتها على الفور.
كما خصصت البلدية في كل محطة خرائط على لوحات إعلانية لتسهل على الركاب معرفة وجهاتهم مع تدوين أسماء المحطات في كل محطة على حدا ولوحات تبين الوجهات والأماكن التي يجب الوقوف بها وانتظار قدوم الحافلة.
ليس هُناك رقم يومي لمُستخدمي وسيلة النقل الأشهر في إسطنبول الميتروبوس ولكن الفرضيات تقول أن أكثر من 5 ملايين شخص يومياً ينتقل من عمله إلى منزله وبالعكس وإلى مُختلف الطرقات الأخرى.
يُشار إلى أن بلدية إسطنبول والحكومة التركية تُعلن بين الحين والآخر عن "مجانية" التنقل بين مُختلف وسائل النقل في إسطنبول التابعة للبلدية وخاصةً في أيام الأعياد الرسمية والوطنية بهدف تشجيع المواطنين والسكان على استخدام المواصلات الأسرع والأكثر أماناً في مدينة إسطنبول.