رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ آفاد التركية:
في السادس من شهر شباط/فبراير الجاري وفي تمام الساعة 04:17 صباحاً توقف الزمن عند الآلاف آثر هزة أرضية بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر ضربت 10 ولايات في الجنوب التركي إلى جانب عدة مُدن سورية مصدرها ولاية كهرمان مرعش.
وأرجع خُبراء الزلازل أن السبب في هذه الهزة هو تحرك طبقة الأناضول لمسافة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أمتار، خلّفت الهزة الأرضية ورائها 20 ألف 213 قتيلاً و80 ألف و052 مُصاباً في تركيا حتى ساعة إعداد هذا المقال في حصيلة غير نهائية لتعتبر واحدة من أسوء الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
ومع بداية الزلازل يبدأ عمل كوادر هيئة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" في إنقاذ وإغاثة المُتضررين من الهزات الأرضية والكوارث عبر إخراجهم من تحت الأنقاض في محاولة للعثور على أكبر عدد من الناجين.
حيث يلقى على عاتق آفاد إغاثة ضحايا الزلازل والكوارث الطبيعية التي تصيب تركيا التي تحتل المرتبة الثالثة في العالم من ناحية الخسائر المُتعلقة بالزلازل والثامنة من حيث العدد الإجمالي للمُتضررين.
من هي آفاد التركية؟
هيئة الكوارث والطوارئ الحكومية التركية هي منظمة إنسانية تعمل على إيصال المُساعدات الإغاثية لكل مُحتاج في العالم، وكان زلزال مرمرة الذي ضرب تركيا في العام 1999نقطة تحول كبيرة في إطار إدارة الكوارث والتنسيق كونه تسبب بكارثة طبيعية وخسائر مادية وبشرية كبيرة الأمر الذ تطلب إنشاء مؤسسة حكومية لإدارة الكوارث بهدف المُساهمة في تقليل الأخطار المُتعلقة بالكوارث الطبيعية.
وفي هذا الإطار أقر البرلمان التركي القانون ذو الرقم 5902 للعام 2009 لتشكيل هيئة إدارة الكوارث والطوارئ AFAD التابعة لرئاسة الوزراء في تركيا.
رفعت آقاد في العام 2012 شعاراً أساسياً له هو "ما الذي يجب فعله قبل حدوث الزلزال" والذي أعدت بموجبه خطة لمواجهة الكوارث على الشكل التالي:
منع الكوارث وتقليل الأضرار الناجمة عنها.
التخطيط والتنسيق والاستجابة لمرحلة ما بعد وقوع الكارثة.
تعزيز الدعم للمُتضررين من الزلازل والكوارث.
وطرحت أيضاً في العام 2013 شعار "تركيا مُستعدة للكوارث" من خلال دورة لإعداد الشعب التركي مادياً ومعنوياً لمواجهة أي كارثة طبيعية مُحتملة، وأعلنت آفاد عن وجود 15 منطقة في تركيا هي الأكثر تعرضاً للزلازل، عدا عن افتتاح 27 مركزاً تابعاً لها لتقديم الخدمات اللوجستية لإمداد تلك المناطق بما تحتاجه.
لتقدم بذلك نموذجاً جديداً لإدارة الكوراث عبر منح الأولوية لانتقال تركيا من إدارة الأزمات لإدارة المخاطر والذي أصبح يُعرف باسم النظام المُتكامل لإدارة الكوارث، وتمتلك آفاد اليوم 81 فرعاً إقليمياً في كافة أنحاء العالم عدا عن 11 وحدة بحث وإنقاذ.
كما أسهمت هيئة الكوارث والطوارئ التركية في السنوات الأخيرة بإناذ ومواجهة العديد من الزلازل والفيضانات التي ضربت تركيا وتمكنت من مساعدة الناجين في إهادة حياتهم لمسارها الصحيح وتجاوز الأزمة.
وعلى المستوى الدولي أرسلت آفاد التركية بعثات دولية لتقديم المُساعدات الإنسانية لما يزيد عن خمسين دولة حول العالم مثل الصومال وفلسطين والفلبين ونبيال واليمن وموزمبيق وتشاد.
وبحسب تقرير المُساعدة العالمية الصادر عام 2018 فإن تركيا كانت أول دولة تقدم مساعدات إنسانية بقيمة تجاوزت ثماني مليارات دولار أمريكي، وحصلت آفاد على المركز الرابع عالمياً في مستوى الإغاثة الدولية للعام 2012 بين كلٍ من الولايات المُتحدة والمملكة المُتحدة والأمم المُتخدة لتدخل بذلك المستوى العالمي في الإغاثة.
إنجازات هيئة الكوارث والطوارئ آفاد التركية:
أنشأت آفادا مراكز لإيواء اللاجئين السوريين في عشر ولاياتٍ تركية وقدمت جميع المُساعدات الإنسانية والإغاثية للاجئين المُتضررين مُنذ العام 2011، وقامت بحملات إغاثية لكل من أصابه الجوع والفقر وأصحاب الأمراض المُعدية في دولة مينامار بتوجيهاتٍ من الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وخصصت حسابات مصرفية في جميع الولايات التركية من أجل التبرع لأهالي هذه الدولة.
وفي البلقان أغاثت الهيئة التركية ضحايا السيول في البوسنة والهرسك وصربيا عام 2014 وضمت تحت إشرافها هيئة الأوقاف المعنية والمؤسسات الخيرية والجمعيات والمؤسسات المهنية ومؤسسات المُجتمع الدولي لتفعيل حملة المُساعدات ومد يد العون للأهالي مع تخصيص حسابات بنكية للتبرع لصالح المنكوبين في هذه المنطقة من العالم:
ومن بين الحملات الإغاثية التي قامت بها AFAD في السنوات الأخيرة:
حملة زلزال للمساعدات الإنسانية
حملات الحسابات المصرفية
حملة فلسطين
حملة مسلمي الروهينغا
حملة اليمن
تطبيق آفاد للطوارئ في تركيا:
أطلقت رئاسة إدارة هيئة الكوارث والطوارئ الطبيعية بوزارة الداخلية التركية في العالم 2021 تطبيق آفاد للطوارئ بهدف تمكين المواطنين من التواصل مع فرق الإغاثة عند وقوع الزلازل والكوارث عبر هواتفهم المحمولة.
يتضمن تطبيق آفاد مقاطع فيديو للتدريب على الكوارث وطريقة التواصل مع فرق المساعدة عبر الهاتف في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى تقديم لائحة بأقرب مناطق للتجمع أثناء وقوع الزلزال.
يعطي التطبيق فرق البحث والإنقاذ توجيهات للوصول إلى الضحايا والعالقين تحت الأنقاض ويتيح للذين لا يستطيعون التوجه للأماكن التجمع بدء مكالمة طوارئ عبر الإنترنت عند الضرورة.