مع إشراقة الألفية الجديدة بدأت حكومات حزب العدالة والتنمية بتغيير وجه تركيا بالكامل من دولة نامية مستدينة إلى دولة متقدمة ذات اقتصاد قوي ينافس كبرى اقتصادات العالم، وكان تطوير البنية التحتية في البلاد أساس عمل الحكومات التركية التي انطلقت منها نحو المستقبل الذي بدأنا نعيشه اليوم.
جدول المحتوى:
مزايا مشاريع البنية التحتية في تركيا:
قبل حوالي 23 عاماً لم تكن تركيا ومدنها تعرف أي تغيير بواقعها، ومن يقارن بين تركيا قبل العام 2000 وتركيا اليوم سيشعر وكأنها دولة أخرى من كافة الجوانب نظراً للتغيير الكبير الذي طالته خاصةً تطوير وتحديث البنية التحتية للبلاد.
تتسم مشاريع البنية التحتية في تركيا أنها بدأت بمجملها من الصفر ضمن أساسات متينة تهدف الحكومة التركية من خلالها إلى "تأسيس دولة" بكل ما تعنيها الكلمة مستفيدة من الإمكانات التي توفرها تركيا لاسيما الزراعة التي كانت في ذلك الوقت أكثر القطاعات الاقتصادية ازدهاراً (قبل تطوير الصناعة والتجارة) إلى جانب الاستفادة من اليد العاملة للشباب كون تركيا دولة شابة وتتجاوز نسبة الشباب فيها 67% للفئة العمرية 15-64 عاماً، لتشهد تركيا على مدار عقدين ونيّف تطويراً وتحديثاً هائلاً في بنيتها التحتية لأول مرة في تاريخها.
تطور مشاريع البنية التحتية في تركيا:
ترافق تطوير البنية التحتية في تركيا مع التطور الصناعي والانتقال لوسائل المواصلات الحديثة كمترو الأنفاق والميتروبوس والهواراي، بالإضافة إلى تطوير التقانة والاتصالات والنهضة الشاملة في القطاع الصحي.
وذلك عبر تعاون مشاريع حكومية وشبه حكومية وخاصة على إجراء "التحول الكبير" في تركيا، ولعل من أهم أسباب هذا التحول وتطوير مشاريع البنى التحتية الذي ساهم به القطاع الخاص هو التسهيلات الحكومية والدعم منقطع النظير عبر دعم وترشيد هذه الأعمال والتعاقدات الكبرى مع الشركات العالمية من أجل تنفيذ المشاريع الإنمائية في تركيا بالصورة الأمثل وبتكاليف ضخمة لم يأبه لها حزب العدالة والتنمية الحاكم.
أهم مشاريع البنية التحتية في تركيا:
شملت النهضة الحضارية لمشاريع البنية التحتية في تركيا كافة جوانب الحياة ومن أهم المشاريع التي جرى العمل عليها وتطويرها هي:
الطرق والمواصلات في تركيا:
كي تستطيع الحكومة الربط بين المدن والمناطق التركية وتسهيل التنقل الداخلي ضمن المدينة الواحدة والخارجي بين بعضها البعض واختصار الزمن والوقت والجهد والمال بدأت مشاريع البنية التحتية بالطرق والمواصلات في تركيا.
وقد أبدعت تركيا بالاستفادة من قدراتها الانشائية عبر تنفيذ مشاريع طرق سريعة ووسائل مواصلات حديثة لتغدو نموذج يمتثل به في ديناميكية الحركة وخاصةً في المدن الكبرى بالإضافة إلى الولايات الصغرى والبعيدة.
افتتحت في الأعوام الماضية عدة طرقات سريعة مثل طريق"إزميت –إسطنبول" الذي يختصر مدة الرحلة بين الولايات لحوالي الساعتين بعد أن كان يستغرق الطريق القديم حوالي 5 ساعات.
والقسم السادس والسابع من طريق مرمرة الشمالي اللذان افتتاحا في السنوات الأخيرة يعتبران من أكبر مشاريع الطرق في تركيا، يُضاف إليهم إعادة تهيئة وتطوير وتوسعة لطريق E-80 الدولي الذي يربط تركيا فيما بينها من جهة وتركيا مع الدول المحيطة وصولاً إلى إيطاليا من جهةٍ أخرى.
المطارات في تركيا:
إن قرار بناء واحد من أكبر مطارات العالم في تركيا (مطار إسطنبول الدولي) لم يأتي بالصدفة بل بهدف أن يكون صلة وصل بين أغلب نقاط الملاحة الجويّة، ليتحول مطار إسطنبول خلال مدة قصير عقب إطلاق أول رحلاته في أبريل 2019 إلى خليّة لا تعرف الهدوء والسكنية واصلاً الليل بالنهار كما يصل جهات العالم الأربع.
لم يكن مطار إسطنبول الدولي هو الإنجاز الوحيد في تركيا خلال العقدين الماضيين بل زاد عدد المطارات في تركيا ليصل إلى 58 مطار مدني (داخلي ودولي) و18 مطار عسكري، ومن بين المطارات العائمة على سطح البحر كمطار "أوردو – غيرسون" الذي افتتح في العام 2022 وغيره.
السكك الحديدية في تركيا (خطوط المترو):
شمل تطوير البنية التحتية في تركيا مدها بخطوط السكك الحديدية والقطارات بين المُدن وخطوط مترو الأنفاق وخطوط الترامواي ومن بين أحدث هذه المشاريع والخطوط نذكر:
مشروع خط مترو مطار إسطنبول الجديد الذي يرتبط بشبكة مترو أنفاق إسطنبول.
مترو "محمود بيه" ويرتبط بمترو "كيرازلي - باشاك شهير"
خطوط الترامواي وآخرها ترامواي "خليج القرن الذهبي" الذي يربط بين منطقتني إمينونو والسطان أيوب.
مترو مرمراي الذي يربط بين طرفي إسطنبول انطلاقاً من منطقة هالكالي التابعة لقضاء كوتشوك تشكمجة بإسطنبول الأوروبية وصولاً لمنطقة غبزة في أقصى شرق إسطنبول الآسيوية عبر نفق يمر تحت مياه مضيق البوسفور.
بالإضافة إلى مشاريع مترو الأنفاق في كلٍ من:
بورصة
أنطاليا
أنقرة
غازي عنتاب
التي افتتحت عدة شبكات مترو أنفاق وقطارات سريعة وغيرها من المشاريع المستقبلية قيد الإنجاز في تلك المدن.
الأنفاق في تركيا:
تسهل الأنفاق في تركيا التنقل بين أرجائها لتختصر الوقت والجهد والمشتقات النفطية، من أبرز مشاريع الأنفاق في تركيا:
نفق مرمراوي في إسطنبول: نفق بحري مكون من 3 طوابق يمتد على مسافة 1.4 كم تم حفره تحت 50 متر من مضيق البوسفور.
نفق أوفيت: ثاني أطول أنفاق تركيا أنشأ بمدينة ريزا بطول 14 ألف و300 متر، يختصر النفق الطريق السريع الرابط بين ولايتي ريزا وأرضروم من 250 كم إلى 200 كم.
الاتصالات والإنترنت في تركيا:
لم تكن تركيا غائبة أو مغيبة عن التطور التقني والتكنولوجي للألفية الجديدة بل انخرطت في ثورة اتصالات غير مسبوقة في البلاد، وأطلقت حتى اليوم 10 أقمار صناعية تخصصت بعضها في تغطية المناطق النائية في تركيا بخدمات الانترنت والاتصالات، وكان آخر قمر صناعي في تركيا قد أطلق في أبريل 2023 يمكنه التاقط صورة لمساحة بطول 1000 كم وعرض 16.7 كم دفعة واحدة عدا عن إمكانية تنزيل الصور إلى المحطة الأرضية وغيرها من المزايا.
بالإضافة إلى تمتع تركيا بشبكة اتصالات قوي تغطي بخدمات الاتصال والانترنت كافة المناطق السكنية المأهولة في البلاد بتكاليف مقبولة وفي المتناول مقارنةً بالدول المخيطة وبسرعة اتصال وتحميل تنافس عدة دول أوروبية.
السدود في تركيا:
قال الرئيس التركي "رجب طيّب أردوغان" ضمن مراسم تفعيل التوربين الأول في محطة الطاقة الكهرومائية على سيد "إليسو" إن بلاده كانت تمتلك 276 سداً حتى العام 2002 ثم ارتفع إجمالي عدد السدود إلى 585 سداً في العقدين الماضين.
كما تعهد أردوغان بافتتاح 17 سداً إضافياً خلال الفترة المقبلة.
المؤسسات التعليمية في تركيا:
ارتفع عدد الجامعات في تركيا بين عامي 2002 و2023 من 76 إلى 146 جامعة حكومية وخاصة ودولية تلقن فيها كافة الآداب والعلوم والاختصاصات العلمية الكلاسيكية والحديثة أبرزها تخصص "الذكاء الاصطناعي" بالإضافة إلى توفيرها تدريس المناهج التعليمية بعدة لغات "التركية، الإنجليزية، العربية، الفرنسية" وغيرها.
كما تذخر تركيا بالمدارس الحكومية والخاصة والعربية والدولية وتعرف المناهج العلمية في تركيا بجودتها والشهادات الصادرة عن المؤسسات التعليمية في تركيا معترف بها في أغلب دول العالم كدول الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة ومعظم الدول العربية.
المرافق الصحية في تركيا:
طورت تركيا شبكة مرافقها الصحية من مستشفيات ومراكز ومستوصفات في السنوات العشرين الماضية وبدأت بإنشاء عدة مدن طبية في تركيا وصل عدد إلى 20 مدينة بالإضافة إلى 13 أخرى قيد الإنشاء.
ومن أهم وأضخم المُدن الطبية في تركيا مدينة باشاك شهير تشام ساكورا التي افتتحها الرئيس التركي منتصف العام 2020 بحضور رئيس وزراء اليابان كأكبر مدينة طبية في تركيا وأوروبا والثالثة على مستوى العالم بمساحة مفتوحة 789 ألف متر مربع، ومساحة مغلقة مليون و21 ألف متر مربع بمزايا بناء مقاومة للزلازل وأعتى الهزات الأرضية، متضمنة ثماني مستشفيات تشمل كافة الاختصاصات بإجمالي 2682 سرير و456 غرفة عناية مركزة، و725 عيادة و90 غرفة عمليات وغيرها.
الخطط المستقبلية لمشاريع البنية التحتية التركية:
لم تكتفي الحكومات التركية بالإنجازات على مستوى البنية التحتية بل تواصل خططها ضمن "رؤية تركيا 2023" و"قرن تركيا" الذي يبدأ بعد المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية 28 أكتوبر 2023 بحقبة جديدة تمهد لمائة عام أخرى من التطور والإنجاز على مختلف الأصعدة ومن بين أهم المشاريع التي تطمح تركيا لانجازها في الفترة المقبلة.
مشروع قناة إسطنبول المائية (مشروع العصر): سيعمل هذا المشروع على تخفيف الضغط عن مضيق البوسفور وتسهيل عبور السفن التجارية المحملة بالبضائع لاسيما الخطرة منها عبر القناة الجديدة التي تربط بين بحري الأسود ومرمرة عبر بحيرة كوتشوك تشكمجة ومن المتوقع افتتاح القناة في العام 2027.
افتتاح المزيد من محطات الميترو على رأسها محطة "يعقبلو (بيليك دوزو) – مطار صبيحة الدولي" محطة "أسنيورت – محمود بيه".
مشروع تحويل تركيا لأكبر مركز إقليمي لتوزيع الغاز الطبيعي في أوروبا بالتعاون مع روسيا.
إيصال الغاز الطبيعي المكتشف في تركيا إلى كافة المدن والقرى في البلاد للاستفادة منه على أكبر قدر ممكن.
افتتاح باقي أقسام مطار إسطنبول الدولي وكذلك بالنسبة لمدينة باشاك شهير الطبية ومركز إسطنبول للتمويل الدولي الذي افتتحت المرحلة الأولى منه في أبريل 2023.
هذا المقال مكتوب من قبل فريق كتابة المحتوى في " TDA تركيا شقة الأحلام | كاميران" ، إذا أردت أن تعرف أكثر عن محتوانا وما نُقدمه من خدمات ( اضغط هنا )