مضيق البوسفور الذي يربط بين بحري مرمرة والأسود وبين قارتي أوروبا وآسيا ليس معلماً سياحياً طبيعياً فحسب بل يؤدي دوراً محورياً في نقل السفن التجارية بين قارات ودول العالم.
وبسبب الضغط الذي يؤثر عليه منذ مئات السنين ارتأت الحكومة التركية التخفيف عنه بافتتاح قناة مائية بموازاته تعمل هي الأخرى على تسيير السفن المحملة بالبضائع من أوروبا إلى أفريقيا وبالعكس مع مساحات مائية أوسع وبنية تحتية حديثة ومتطورة.
جدول المحتوى:
نبذة عن مشاريع الحكومة التركية 2023:
بدأت الحكومات التركية المتعاقبة منذ أكثر من 10 أعوام بوضع رؤية واضحة واستراتيجية لطرح مشاريع إنمائية حيوية ضمن رؤية تركيا 2023، البعض من هذه المشاريع أبصر النور فعلاً وافتتح بالكامل والبعض الآخر افتتح كمرحلة أولية أما المشاريع الأخرى فمازالت قيد الإنشاء ومن بين أبرز تلك المشاريع نذكر:
نفق أوراسيا التي تربط بين قارتي إسطنبول براً تحت مياه البوسفور
حديقة الشعب على أرض مطار أتاتورك
موقع قناة إسطنبول المائية:
تبدأ أعمال شق قناة إسطنبول المائية من شمال بحيرة كوتشوك تشكمجة في إسطنبول الأوروبية وتمتد ضمن أراضي باشاك شهير وأرناؤوط كوي وصولاً إلى ضفاف البحر الأسود شمال إسطنبول.
يصل طول قناة إسطنبول المائية إلى 45 كم بعرض قاعدة 275 متر وعمق 20.75 متراً، وكان الرئيس التركي "رجب طيّب أردوغان" قد وضع حجر الأساس للقناة منتصف العام الماضي على أن يتم افتتاحها رسمياً وتسيير السفن التجارية فيها عام 2027.
ووفقاً للتقديرات الحكومية فإن كلفة المشروع تصل إلى 25 مليار دولار، وكانت 56 مؤسسة تركية قد أجرت دراسات على التربة والبنية التحتية بإشراف أكثر من 200 عالم جيولوجي.
الهدف من قناة إسطنبول المائية:
يُقدر عدد السفن التي تعبر مضيق البوسفور سنوياً بـ 43 ألف سفينة وتبلغ أضيق نقطة فيه 698 متر، وتشكل الزيادة في حمولة السفن العابرة وزيادة أحجامها وعدد الناقلات الحاملة للوقد والمواد الخطرة ضغطاً وتهديداً كبيراً على المدينة.
كما ترتفع خطورة المضيق كل عام بسبب حركة مرور السفن الضخمة وكان أعداد السفن قدر ارتفعت من أربع آلاف سفينة قبل مائة عام لتتراوح حالياً بين 45 إلى 50 ألف سفينة، كما أن مضيق البوسفور يضم منعطفات خطرة وتيارات قوية وحركة مرور بحرية متقاطعة مع حركة مرور السفن ويعيش مئات الآلاف على جانبيه.
وهذه العوامل دفعت الحكومة التركية إلى إيجاد مضيق آخر يخفف الضغط الهائل على مضيق البوسفور لتقرر إنشاء قناة إسطنبول المائية التي استمرت دراساتها وأبحاثها لسنوات عديدة قبل بدء العمل بها.
ليكون الهدف الرئيسي من بناء القناة هو تجنيب المدينة مخاطر الحوادث المميتة الناجمة عن التقاطع الرأسي للسفت العابرة لخطوطها والتي تنقل 500 ألف مسافر يومياً، كما ستتمكن قناة إسطنبول المائية من تأسيس ممر مائي بحري دولي جديدة وإنشاء منطقة سكنية حديثة مقاومة للزلازل.
وبالتالي تخفيف عبء حركة المرور البحري في مضيق البوسفور وضمان سلامة الملاحة وزيادة الأمان.
مزايا قناة إسطنبول المائية:
تخفض فترة الانتظار حيث تتنظر السفن في مضيق البوسفور قرابة 14.5 لكل عبور.
تقليل مدة انتظار السفن التي تحمل البضائع الخضرة كالنقالات والتي تصل إلى 35 ساعة.
تخفيف الخسائر الإيجارية اليومية للناقلات التي يزيد طولها عن 200 متر حيث تصل الخسائر إلى 120 ألف دولار.
تقديم مزايا تقلل الخسائر للسفن العابرة إذ تصل تكاليف انتظار السفن إلى مليار دولار في العام الواحد. الإسهام في منع الكوارث البيئية والحوادث التي قد تحدث في مناطق الانتظار.
بناء مدينتين نموذجيتين على أساس العمارة الأفقية.
الطاقة الاستيعابية القصوى للمدينتين هي 500 ألف شخص.
ستشكل قناة إسطنبول المائية مصدر دخل مستمر وتوفر فرص عمل لأكثر من نصف مليون شخص.
عقب الانتهاء من المشروع ستتولد مليون ونصف المليون فرصة عمل جديدة.
Comentarios